كيف تؤدي صلاة الفجر؟ دليل خطوة بخطوة للمبتدئين والمهتدين الجدد
May 28, 2025صلاة الفجر هي أولى الصلوات الخمس اليومية التي يؤديها المسلم، وتبدأ من بزوغ الفجر الصادق إلى ما قبل شروق الشمس، وهنا يتساءل كثيرون: ما هو وقت صلاة الفجر؟ وتمثّل هذه اللحظة الروحية الخاصة انطلاقة يوم جديد مليء بالنور والطهارة. وكما قال الله تعالى في القرآن الكريم:
﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾
الإسراء: 78
وتُعدّ صلاة الفجر من أعظم الصلوات، ومن فوائد صلاة الفجر أنها علامة تميز المؤمن عن المنافق، وقد وصفها النبي ﷺ بأنها علامة تميز المؤمن عن المنافق، فقال: "أشد صلاة على المنافقين". في هذا المقال، نرافقك في خطوات بسيطة وواضحة لتتعلم طريقة صلاة الفجر بالشكل الصحيح، سواء كنت مبتدئًا في الصلاة أو حديث العهد بالإسلام.
أولًا: كيفية أداء صلاة الفجر
تتكون صلاة الفجر من ركعتين فرض، ويمكن أن يسبقها ركعتان سنة، ما يدفع الكثيرين للتساؤل: صلاة الفجر كم ركعة سنة وفرض؟ في هذه الفقرة، سنشرح بالتفصيل كيفية أداء ركعتي الفرض خطوة بخطوة.
الاستعداد قبل الصلاة
قبل أن تبدأ صلاة الفجر، هناك بعض التحضيرات الأساسية التي يجب القيام بها، وهي من أهم خطوات طريقة صلاة الفجر. أولًا، تأكد من الوضوء بشكل صحيح، وذلك بغسل اليدين، والمضمضة، والاستنشاق، وغسل الوجه والذراعين، ومسح الرأس، وغسل القدمين على الترتيب. بعد ذلك، انوِ بقلبك نية الصلاة، مثل: "أنوي أن أصلي ركعتين فرض صلاة الفجر لله تعالى".
ثم قف باتجاه القبلة، ويمكنك استخدام أداة تحديد اتجاه القبلة على موقع QuranTime لتحديد الاتجاه بدقة وسرعة. وأخيرًا، تأكد من ارتداء ملابس لائقة: يجب على الرجال تغطية ما بين السرة والركبة، وعلى النساء تغطية جميع الجسد عدا الوجه والكفين.
هذه الخطوات البسيطة هي بداية التواصل الصادق مع الله سبحانه وتعالى.
- وضوء صحيح وكامل
- نية خالصة وواضحة
- تحديد اتجاه القبلة بدقة
- لباس شرعي ونظيف
ركعتا الفجر المفروضة
بعد الانتهاء من الوضوء والتحضير، تبدأ مرحلة أداء صلاة الفجر الفرض، والتي تتكوّن من ركعتين واجبتين على كل مسلم بالغ. هذه الصلاة تمثل بداية يومك الروحي، وفرصة للتقرب من الله بنية صادقة وقلب حاضر. في الخطوات التالية، سنرشدك لأداء الركعتين خطوة بخطوة مع التركيز على الحركات والأذكار.
الركعة الأولى
الخطوة 1: النية وتكبيرة الإحرام
يقف المصلي مستقبلًا القبلة، متطهرًا، ساترًا عورته،
ثم يرفع يديه حذو منكبيه، قائلًا: "الله أكبر" (تكبيرة الإحرام).

الخطوة 2: وضع اليدين وقراءة دعاء الاستفتاح
بعد التكبير، يضع يده اليمنى على اليسرى، ويضعهما على صدره،
ثم يقرأ دعاء الاستفتاح:
"سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".

الخطوة 3: الاستعاذة والبسملة وقراءة الفاتحة وسورة
ثم يستعيذ ويبسمل سرًّا،
ثم يقرأ الفاتحة وسورة بعدها جهرًا (إذا لم يكن مأمومًا).
الخطوة 4: الركوع
ثم يركع مكبرًا، رافعًا يديه حذو منكبيه،
ثم يضع يديه على ركبتيه كهيئة القابض عليهما،
ويقول: "سبحان ربي العظيم" ثلاثًا (ويُستحب الزيادة).

الخطوة 5: الرفع من الركوع
ثم يرفع رأسه، رافعًا يديه حذو منكبيه،
ويقول: "سمع الله لمن حمده"،
ثم بعد القيام يقول:
"ربنا ولك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه".

الخطوة 6: السجدة الأولى
ثم يسجد مكبرًا،
ويُمكّن جبهته، وأنفه، ويديه، وركبتيه، وأطراف قدميه إلى الأرض،
ويقول: "سبحان ربي الأعلى" ثلاثًا،ويُستحب أن يدعو في سجوده.

الخطوة 7: الجلسة بين السجدتين
ثم يرفع رأسه مكبرًا، ويجلس مفترشًا رجله اليسرى، ناصبًا رجله اليمنى،
ويقول: "رب اغفر لي" (ويُستحب الزيادة بالدعاء).

الخطوة 8: السجدة الثانية
ثم يسجد السجدة الثانية كما في الأولى.

الخطوة 9: الانتقال إلى الركعة الثانية
ثم يرفع رأسه مكبرًا، ويقف، ويفعل في الركعة الثانية كما فعل في الركعة الأولى.
الرَّكعة الثانية
بعد السجدة الثانية، تنهض واقفًا وتبدأ الرَّكعة الثانية، وتُكرِّر نفس خطوات الرَّكعة الأولى، بما في ذلك قراءة سورة الفاتحة وسورة قصيرة، ثم الركوع، والاعتدال، والسجدتين.

فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية، جلس، وقرأ التشهد والصلاة الإبراهيمية، وصيغته: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
ثم يستعيذ بالله من عذاب جهنم، وعذاب القبر، وفتنة المسيح الدجال، وفتنة المحيا والممات، ثم يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، ثم عن يساره كذلك، فإذا فعل ذلك تمت صلاته.
ثانيًا: أهمية صلاة الفجر وفوائدها الروحية
صلاة الفجر ليست مجرد أول صلاة في اليوم، بل هي بداية رحلة روحية يومية تُقرّب العبد من ربه. وقد أُشير إلى مكانتها في مواضع عدة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
النور: 58
كما ورد في الحديث الشريف: من صلى صلاة الصبح؛ فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء؛ يدركه، ثم يكبه في نار جهنم (رواه مسلم). أي أن من يؤدي هذه الصلاة يكون في حفظ الله ورعايته طوال اليوم. هذه الصلاة تمثل عهدًا يوميًا بين العبد وربه، وتمنح القلب سكينة، وتضبط بداية اليوم على الطاعة والنور.
من الجانب الروحي، تُعد صلاة الفجر مظهرًا عظيمًا من مظاهر الانضباط الذاتي والإخلاص. ففي الوقت الذي يكون فيه معظم الناس في غفلة النوم، ينهض المسلم ليتوضأ، ويقف بين يدي الله، مستقبِلًا القبلة، قارئًا لكتابه، وهذا بحد ذاته صحوة إيمانية حقيقية. إن أداء الفجر يُساعد على تنظيم نمط الحياة، ويغرس في النفس الطمأنينة والوضوح، ويمنح المسلم شعورًا بالإنجاز والسكينة قبل انشغالات اليوم.
أما من الناحية الجسدية والنفسية، فإن لصلاة الفجر فوائد عديدة. ففي هواء الصباح النقي تنشط الدورة الدموية، وحركات الصلاة تُساعد على تمديد العضلات وتنشيط الجسم. كما أن الخشوع والهدوء أثناء الصلاة يُسهمان في تقليل التوتر ورفع المعنويات، مما ينعكس إيجابًا على الصحة النفسية والمزاج طوال اليوم. إن المواظبة على صلاة الفجر ليست فقط التزامًا دينيًا، بل أيضًا وسيلة فعالة لتحفيز الجسد والروح ليوم مليء بالطاقة والنور.
ثالثًا: نصائح عملية للمواظبة على صلاة الفجر
رغم أن كثيرًا من المسلمين يدركون فضل صلاة الفجر، إلا أن التحدي الأكبر يبقى في الاستيقاظ لأدائها يوميًا. ومن أجل تعزيز هذا الالتزام، من المفيد البدء بالإعداد منذ الليل. اجعل نيتك واضحة قبل النوم، وقل في نفسك: "سأقوم لصلاة الفجر لوجه الله". كذلك، اضبط أكثر من منبّه، ويفضل وضعه بعيدًا عن السرير لتُجبر نفسك على النهوض.
الحفاظ على نمط نوم منتظم عامل أساسي. حاول النوم في وقت محدد يوميًا، وابتعد عن الشاشات والهاتف قبل النوم لتُحسن من جودة النوم واستجابتك للاستيقاظ. ولتكن أدوات QuranTime عونًا لك في هذه العادة المباركة: من خلال خاصية مواقيت الصلاة يمكنك معرفة وقت الفجر بدقة وتفعيل التنبيهات. كما أن وجود صديق يُشاركك الهدف أو كتابة مذكرات بسيطة عن شعورك بعد الصلاة يمكن أن يكون دافعًا رائعًا للاستمرار.
للاستفادة من فوائد صلاة الفجر، التزم ببعض النصائح العملية:
🔹 نية صادقة قبل النوم
🔹 منبّهات متعددة ومكانها بعيد
🔹 نوم مبكر ومنتظم
🔹 استخدم QuranTime للتذكير بموعد الفجر
🔹 رفيق فجر يشجّعك
🔹 مذكرات صباحية للصلاة والامتنان
رابعًا: الأسئلة الشائعة حول صلاة الفجر
سواء كنت مسلمًا جديدًا أو ممن يسعى لتعزيز التزامه اليومي، قد تواجهك تساؤلات عملية حول أداء صلاة الفجر. فيما يلي إجابات مبسّطة لأكثر الأسئلة شيوعًا، لتساعدك على أداء هذه الصلاة بأمان وطمأنينة.
صلاة الفجر تتكوّن من ركعتين فرض تسبقها ركعتان سنة. والسنة ليست إلزامية، لكنها مؤكدة في السنة النبوية، وتحمل أجرًا عظيمًا لمن يحرص على أدائها بانتظام.
إذا فاتتك صلاة الفجر بسبب النوم أو غيره من الأعذار غير المتعمدة، فعليك قضاؤها فور الاستيقاظ بنفس الطريقة: ركعتا السنة تليها ركعتا الفرض. واطلب من الله المغفرة بإخلاص، واعمَل على تنظيم نومك لتفادي ذلك مستقبلًا.
لا يوجد فرق في عدد الركعات أو ترتيب المناسك أو السور المطلوبة بين صلاة الفجر للنساء والرجال، فكلاهما يؤدي نفس الهيكل الشرعي. الفرق الأساسي يكمن في اللباس وخصوصية المكان: على المرأة أن تؤدي الصلاة بلباس ساتر يغطي كامل جسدها ما عدا الوجه والكفين، ومن الأفضل أن تؤديها في بيتها لتوفر الخصوصية والطمأنينة.
في كل ركعة من ركعات الفجر، يجب أولًا تلاوة سورة الفاتحة أثناء الوقوف (القيام)، ثم تُتبع بسورة قصيرة من القرآن الكريم (أي آيات إضافية). وإذا كنت لا تزال تتعلم، فيجوز الاكتفاء بتكرار الفاتحة مؤقتًا حتى تحفظ سورًا أخرى.
ترك ركعتي السنة لا يبطل صلاة الفرض، لكنها فرصة مفقودة لنيل الأجر والاقتراب من سنة النبي ﷺ. أداء السنة يعزز من روح الخشوع والانضباط، ويكمل جمال العبادة، لذا يُستحب المداومة عليها قدر الإمكان.
دع صلاة الفجر تكون بركة يومك
صلاة الفجر هي خط الدفاع الإيماني الأول في يوم المسلم. من خلالها تبدأ يومك بنية خالصة واتصال صادق مع الله تعالى، مما يمنحك السكينة والنشاط. الالتزام بها يجعلك في ذمة الله ورعايته، كما ورد في الحديث الشريف.
صلاة الفجر هي بداية يومك بنية صادقة واتصال بالله، استفد من QuranTime لتحديد ما هو وقت صلاة الفجر وتحديد اتجاه القبلة، ولا تنس ترديد اذكار بعد صلاة الفجر لتنعم بالسكينة والبركة طوال يومك.